ليس من السهل على الوالدين ان يرزقا بطفل يحتاج الى عناية خاصة جدًا. ولا شك ان حياة الأهل في هذه الحالة تتعرض بشكل ما لتأثير سلبي من هذا الواقع، حيث تتّجه بعض الأسر في بداية الأمر الى اخفاء هذا الطفل وعزله عن الناس. ثمّ يأتي التقبل والاعتراف بالحالة في مرحلة لاحقة يختلف مداها الزمني من أسرة لأخرى. ومتى قبلت الأسرة بوجود درجة إعاقة لدى ابنها تكون قد كسبت نصف المعركة من أجل سعادته وتنمية قدراته ومهاراته.
من الضروري أن تتعامل الأسرة الطفل بواقعية لذا ما عليها فعله هو دمج هذا الطفل ولو كان صغيرا مع المحيط حوله اي عدم عزله في المنزل، من باب حمايته من العالم الخارجي بل يجب اشراكه في الحياة الاجتماعية ليتاح لهذا الطفل فرصة ابراز شخصيته المستقلة عن الأسرة. فالمعاملة الطيبة والواقعية لهذا الطفل وتسهيل فرص تعاطيه ورؤيته للآخرين يساهم في اندماجه بسرعة في المجتمع ويحسّن من حالته النفسية ويعدّل من سلوكه العدواني والانفعالي بعض الأحيان.
يساعد الدمج الإجتماعي في دمج الطفل تربوياً، وللأسرة دور هام في الخطط التربوية حيث تمّ اعتماد الأهل طرف اساسي في العملية التربوية على اعتبار أن دور المتابعة في البيت لا ينتهي بمجرد انتهاء الدوام المدرسي، والتغيير الحقيقي لا يحصل الاّ من خلال التعاون بين الاسرة والمدرسين، فلا يحدث التعلّم ونمو الطفل في بيئة احادية ومن دون تأثير من مصادر متعدّدة حيث يتعلم الطفل ذوي الإعاقة وينمو و يتطور في كلّ من البيت والمدرسة حيث يوجد خاصية تبادلية التأثير بين الخبرات في هاتين البيئتين. ويؤثر إشراك ولي الأمر في البرامج التعليمية على تكيّف الطفل مع المدرسة واستجابته للخطة الفردية المعدّة له.
انّ المسؤولية الأكبر فيما يتعلّق بأمور رعاية الطفل من ذوي الإعاقة تقع على عاتق الأمهات نظرا الى العاطفة الفطرية لديهم والمدة الزمنية التي تقضيها الأم مع طفلها في المنزل فتكون حصتها في المساهمة في توفير الهدوء والنظام والانسجام الأسري أكبر. ولكن الأسرة ككلّ دور أساسيّ ايضاً في تأمين الجوّ العائلي الهادىء الذي يبعث في نفس الطفل ذوي الإعاقة الطمأنينة والثقة بالنفس ويحميه من القلق وتوقع الخطر، ويشعر حينها انه ينتمي الى مجموعة كبيرة تحميه وقت اللّزوم بكل حب وحنان وافتخار. كما انه على الوالدين تشجيع الطفل كأي طفل آخر على مشاركة اخوته وعلى المنافسة واللعب والمشاجرة احيانا، حتى يتمّ خلق جوٌ من الألفة والغيرة والحماس بين اخوته وبين الأطفال الآخرين.
لابدّ من الإشارة الى انّ الاهل بحاجة أيضًا إلى دعم نفسي وطبي لمساعدة طفلهما على الانخراط في المجتمع بطريقة صحيحة ومن دون أي عوائق او تأثيرات. من هنا ينبغي على الاهل عدم الخجل من طلب المساعدة من المتخصصين في هذا المجال سواء الجسم الطبي او المعالج النفسي او الإجتماعي، فعلى الأسرة التعرّف من الطبيب على حالة طفلها ونوعية الإعاقة لتتعرف على الطريقة الأصح في المعاملة والعلاج.
دور الأهل في التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة
