الشخص ذوي الإعاقة فرد منتج صاحب امكانيات قد يتم استثمارها بشكل صحيح او يتم التعامل معها كخاصة ثانوية تطغي عليها الاعاقة الجسدية او العقليّة فتصنف صاحبها بناقص وعاجز. كيف لنا ان نطلب من الشخص ذوي الإعاقة ان لا يشكل عبئا وثقلًا اذا كانت القوانين والمفاهيم تُمثل حرفيًا “عصي بالدواليب” في حياته اليوميّة.
قد يخطر ببال اي شخص لا يجد وظيفة ملائمة لتطلعاته ان يقوم بانشاء مشروع خاص به ولا يمكن ان ننكر مدى اهمية القطاع الخاص الذي ينطلق من افكار واختراعات فرديّة بحتة. فقد أثبت عظماء عبر التاريخ ان الاعاقات الجسديّة لم تشكل لهم الا تحديًا اضافيًا للإبداع بأفكار خلاّقة.
ما هي السبل ليتمكن الاشخاص ذوي الإعاقة من البدء بمشروع فردي يضمن لهم لقمة العيش؟
يتجه الأشخاص ذوي الإعاقة الى تعلم حرفة او مهنة في لبنان لصعوبة ايجاد وظيفة لهم على غرار الشباب اللبناني الذي يرزح تحت وطأة الازمات الاقتصاديّة. تختص بعض المعاهد كما وتعمل بعض الجمعيات على تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة حرفًا ومهنًا تقنيّة وقد راينا مثالًا ناجحًا لهذه التجربة في لبنان فرن الحلويات الفرنسيّة والذي يديره موظفين من الاشخاص ذوي الإعاقة حيث يعمل حاليًا في الفرن فريق مؤلف من خمسة أشخاص، ويتقاضى ثلاثة منهم أجرًا كأي شخص يعمل داخل فرن. ام جورج صاحبة فرن مناقيش تؤكد ان “ابني نعمة بحياتي يسندني واعتمد عليه بشكل كامل .اذا مرضت او اضطررت الى مغادرة الفرن يسير العمل بشكل روتيني. تعرب ام جورج عن قلقها بشأن استمرارية الفرن اذا ما اصابها مكروه.
بدات مشروعي بقرض من احدى مؤسسات التسليف التي تقرض اصحاب المصالح الصغيرة غير ان هذه الشركة ومثيلاتها يرفضن رفضًا قاطعًا تمويل الأشخاص ذوي الإعاقة وحتى لو قام احدهم بكفالة المقترض.انّ السلفة السنويّة التي نقوم بتقسيطها شهريًا تساعدنا على شراء معدات وتأهيل ما اصبح قديمًا.
الحالتين السابقتين تفتقران للاستقلالية الماديّة فهل يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة ان يحصلوا على قروض من البنك؟ وهل يؤمن هذا القطاع بأن الأشخاص ذوي الإعاقة افراد منتجين وقادرين على بناء حياة كريمة.
في بادئ الامر لن يجبك اي موظف في مصرف ما بالحقيقة لأنّ ذلك ولحد كبير يؤثر على سمعة المصارف وعلى الشعارات التي تتمحور حولها اعلانات البنوك مثل أنها تساهم في بناء الانسان والمجتمع وانها دائما بقربك لتسهل لك حياتك وانك لست مجرد رقم داخل عداداتها. البنوك لا تعطي قرضًا لشحص ذوي اعاقة للبدء بمشروعه او استثماره الخاص واذا حصل ذلك فالمقترض موظف مضمون مع الاشارة الى الزيادة التي يدفعها المقترض من الاشخاص ذوي الإعاقة للمصرف والتي تصل الى 75% زيادة عن غيرهم من المقترضين محيلة سبب الزيادة الى بوليصة التأمين على الحياة.
بإختصار واذا اردنا ان نلخص العلاقة بين المصرف والأشخاص ذوي الإعاقة نذكر ما يلي:
يشترط المصرف بوليصة تأمين على حياة ذوي الاحتياجات تشمل اعاقتهم وذلك لا يتحقق في أكثر الحالات مما يحول دون اقراضهم.
رواتب الأشخاص ذوي الإعاقة منخفضة جدا مما يمنع اقتراضهم.
لا شروط مصرفية واضحة تميز بين الأشخاص ذوي الإعاقة وبقية المقترضين.
لا يحق للمستفيد من بطاقة الخدمات الاجتماعيّة الحصول على سلفة.
لا تتوفر الخدمات المصرفيّة للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الصرافات الاليّة.
المعاييرالتي تحفظ السرية المصرفية ” للضريراو الكفيف “ليست آمنة تمامًا .
يوجد تسهيلات بخصوص القروض السكنيّة للمتزوجين شرط ابراز تقرير من طبيب شرعي انّ حالة الشخص ذوي الإعاقة ليست مميتة.