كانت التكنولوجيا وما تزال الساعد الأيمن للأشخاص ذوي الإعاقة خاصة لأصحاب البصر الضعيف، والذين يعانون من مشاكل في النطق والكلام، أو ممن يعانون من الإعاقات الحركية أو غيرها من الإعاقات الأخرى التي تعيق لهؤلاء الأشخاص مباشرة حياتهم بصورة طبيعية. لذا أوجدت التكنولوجيا الحديثة الكثير من الأجهزة الإلكترونية التي يمكنها أن تحدّ وتقلل من حجم الصعوبات التي يواجهها ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية، كما وتجعل المهمات اليومية أكثر سهولة.
وفي لبنان، لا نجد عادةً توجيه لذوي الإعاقة نحو تسهيلات تكنولوجية تساعدهم على الإعتماد على أنفسهم. ويعود أسباب ذلك الى سوء الوضع الاقتصادي، وازدياد نسبة البطالة عند الشباب ولا سيما فئة الاشخاص ذوي الاعاقة، الى جانب عدم الادراك الكافي والواعي للتطور الذي يحصل في باقي المجتمعات. فعادةً لا يلجأ الأشخاص ذوي الاعاقة في لبنان الى الإعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا البديلة وذلك لعدم قدرتهم على تأمينها. وفي بلد يعاني شبابه من بطالة وامراض وغيره من غلاء المعيشة، لا تؤمن الدولة أي مساعدات تكنولوجية لحاملي بطاقة معوّق.
ومن ناحية ثانية، لا بد من الاشارة أنّ هناك بعض الادوات التي قد تكون أسعارها مقبولة لدى بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة. لذا نعرض تالياّ عدد من الأدوات الإلكترونية التي يمكنها المساعدة في توفير حياة أفضل لهذه الفئة.
DOT الساعة الذكية
تعتبر Dot، أحد الأجهزة التي يمكن ارتداؤها في اليد، كما وتعد في ذات الوقت أول ساعة ذكية في العالم تستخدم طريقة برايل Braille للمكفوفين، فتساعدهم على قراءة الرسائل الإلكترونية والتغريدات والرسائل النصية وحتى الكتب خاصة للأشخاص الذين يعانون من فقدان أو ضعف البصر. وتعتبر Dot من أفضل وأنسب الاجهزة عملياً، حيث لا تكلف المستخدم عند شرائها مقارنةً بأجهزة برايل الأخرى، إذ يكلف سعر الساعة 300$.
كما وتعمل هذه الساعة بواسطة سطح الشاشة التي تكون مقسمة الى أربع مجموعات، تحتوي كل مجموعة منها على 6 نقاط أو نتوءات تظهر وتختفي على سطح الساعة الذكية. هذه النقاط ترتفع وتنخفض لتُشكل أربعة أحرف بطريقة برايل. كما أنّ هذه الساعة تستخدم عن طريق تزامنها مع أي هاتف ذكي من خلال البلوتوث لتقوم باستقبال وترجمة النصوص سواء كانت نصوص مرسلة عن طريق البريد الالكتروني أو تطبيقات رسائل التواصل الاجتماعي.
جهاز ( Liftware)
Liftware أو ما يسمى بالملعقة الذكية والتي ابتكرت لتستخدم للأشخاص المرضى المصابون “بالشلل الرعاش” حيث ابتكرت الشركة الأميركية “ليفت لابس” المتخصصة بتصنيع الأدوات والوسائل الإلكترونية الطبية “ملعقة ذكية” تكنولوجية. وبفضل هذه المعلقة يمكن للأشخاص المصابين بداء “الباركنسون أو الرعاش” تناول طعامهم بطريقة أكثر سهولة. كما أن ارتعاش الأيدي أو مرض الشلل (باركنسون) يجعل مجرد محاولة رفع ملعقة مليئة بالطعام في مطعم تحدياً خطيراً، إلا أنّه وبفضل ملعقة ذكية تعمل بتقنية متقدمة، أصبح بإمكان مرضى باركنسون الآن مواجهة هذه التحديات، إذ تعمل هذه الملعقة على تحييد الارتعاش بشكل أفضل. كما ويسعى الآن مخترعوا هذه الملعقة إلى دمج تكنولوجيا حفظ التوازن في مقبض الجهاز، إذ تقوم أجهزة استشعار في الملعقة برصد الارتعاش ثم الاهتزاز بشكل معاكس لموازنة ارتعاش اليد، وبالتالي، فإنه يتيح لهؤلاء المرضى الاستمتاع بالطعام دون الخوف من إحداث أي فوضى أو صعوبة بالأكل. حيث يعتبر هذا الجهاز مفيداً لمن يعانون من إرتجاف اليدين نتيجه لكبر السن او لمشاكل في الأعصاب، والجدير بالذكر إلى أنّ سعر هذه الساعة الذكية يبلغ 295$ .
جهاز Finger Reader
هو جهاز الكتروني ابتكر في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ليوضع على إصبع اليد كالخاتم من خلال كاميرا تساعد المستخدمين المكفوفين على قراءة الكلمات الموجودة في المكان الذي يمر عليه الإصبع، حيث يستخدم هذا الجهاز الصغير على الكتب المطبوعة او الكتب الإلكترونيه الرقمية، كذلك يوفر إمكانية الترجمة. أما طريقة عمل قارئ الإصبع فبسيطة جداً، حيث يوضع على الإصبع ويُوجه الطرف إلى المكان حيث النص الذي يراد قراءته. فتقرأ الكاميرا الكلمات المطبوعة بطريقة مسح النص ضوئيًا، وتبثها سمعياً مباشرةً للمستخدمين المكفوفين، مع الإشارة إلى مكان السطر، والإبلاغ عن الانتقال إلى سطر أو مقطع جديد. ومن الأمور المميزة في الجهاز طبعاً سهولة نقله وحمله نظراً لحجمه الصغير.
هاتف sesame phone
لقد أصبحت الأجهزه الإلكترونيه وخاصة الهواتف الذكيه تمثل أهمية خاصة في حياة كل الأشخاص، ولا يُستثنى من ذلك الأشخاص من ذوي الإعاقة. لكن الهواتف التقليدية التي تعمل باللمس غير مجهزة ومصممة لتلبية احتياجات الأشخاص الذين يعانون من محدودية الحركة، أو من يجدون صعوبة في التعامل مع هذه الهواتف. والحقيقة أنّ هذا الهاتف لا يعتمد على اللمس، بل تمّ ابتكاره ليعمل اعتماداً على الإيماءات وحركات الرأس اليسيرة، أي يعتمد بشكل أساسي على الأوامر الصوتية من قبل المستخدمين، كما وتلتقط الحركات من خلال الكاميرا الأماميه لتفعيل أوامر المستخدمين دون الحاجه إلى حركة اليد. وعن طريق هذه الإيماءات، كذلك يمكن الحصول على هذا الجهاز الذي بقيمة 700 دولار أميركي.
تقنية UNI و Solar Ear
UNI عبارة عن أداة اتصال ثنائية الإتجاه مصممة خصيصاً لمن يعانون من مشاكل في حاسة السمع أو فاقدي السمع تماماً، وهي تعتمد في عملها على الإيماءات وتقنيات الكلام. حيث تعمل هذه الأداة من خلال التعرف على حركات اليدين والأصابع بفضل خوارزمية الكاميرا الخاصة بها، لتقوم فيما بعد بتحويلها إلى نصوص في وقت قصير للغاية. كما وتعد “يوني” وهي أول برمجية تساعد الصم على التواصل الثنائي الاتجاه، من خلال ترجمة لغة الإشارة إلى حديث أو العكس ويستخدم فيها كاميرا خاصة من أجل تتبّع مكان اليدين بما فيها الأصابع الـ10. إضافةً إلى ذلك، فإنّ UNI يتيح لك إنشاء لغة الإشارة الخاصة بك، وبالتالي سيكون من السهل عليك إضافة أي إشارة أو حركة إلى القواميس الخاصة بالجهاز، أما تقنية Solar Ear فأنها تعمل ببطارية شمسية لا تتجاوز كلفتها جزءاً بسيطاً من كلفة البطاريات التقليدية. وهي تدوم لفترة تتراوح من 2 إلى 3 سنوات صممت لمن هم يعانون مشاكل سمعية أيضاً.