تتخذ الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة جميع التدابير المناسبة لتشجيع استعادة الأشخاص ذوي الإعاقة عافيتهم البدنية والإدراكية والنفسية، وإعادة تأهيلهم، وإعادة إدماجهم في المجتمع عندما يتعرضون لأي شكل من أشكال الاستغلال أو العنف أو الاعتداء، بما في ذلك عن طريق توفير خدمات الحماية لهم. وتتحقق استعادة العافية وإعادة الإدماج في بيئة تعزز صحة الفرد ورفاهيته واحترامه لنفسه وكرامته واستقلاله الذاتي وتراعي الاحتياجات الخاصة بكل من نوع الجنس والسن.
عندما يعى الفرد أهمية ذاته ويعرف جيدا القيمة الحقيقية لها ، سيدرك على الفور أن الوسيلة المثلى للحفاظ على هويته الذاتية هي أن يعي حقوقه ويتمتع بها امام الجميع وبالمساواة مع الاخرين وفقا للقوانين الدولية .
في اتجاهنا نحو القوانين الدولية لا بد لنا من الوقوف على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الإختياري في خطوة لجعل الدول تصادق عليها حتى يحصل ذوي الاعاقة على حقوقهم. لبنان احد الدول التي لم تصادق بعد على تلك الإتفاقية لذا لا بدّ من حثّه على فعل ذلك لما له من اهمية على نفسية الاشخاص ذوي الاعاقة وعلى انخراطهم اجتماعيا مع كافة الافراد .
عند المصادقة على الاتفاقية يصبح الفرد منهم قادرا على تقبل ذاته وبثقة كبيرة في النفس، فيها من الموضوعية ما يجعله ينظر الى الحياة نظرة تفاؤل مليئة بالراحة والسلام مع داخله. بالإضافة الى تمكنّه من مواجهة الضغوط التي قد يتعرض لها بايجابية باعتماد سلوك منظّم ومستقلّ. ولا ننسى اهمية الكفاءة في مواجهة متطلبات المواقف ايًّا كانت صعوبتها وذلك عبر اهم عامل وهو الحب، الذي وبه يشعر ذوي الاعاقة انهم سواسية مع الآخرين وسواسية في الحب والزواج والعمل والتعامل كغيرهم. كما يصبح الفرد منهم قادر على التفكير الإيجابي بما يملك من قدرات وطاقات، فالأفعال تنتج عن الصورة الذهنية التي يرسمها الفرد عادةً لحياته وانفعالاته وتفكيره ومشاعره، و تتحقق الإيجابية بإبداع الصورة الذهنية ورسمها بطريقة تُعالج الأخطاء وتقتنص الفرص وتتوقَّع الظُّروف وتخطِّط للبدائل .
انا من الناحية الاجتماعية وبحصوله على حقوقه، يصبح الفرد من ذوي الاعاقة اقرب ممن حوله، من اهله واقرباءه والغرباء حتّى، اذ يشعر حينها ان لا فرق بينه و بين الآخرين ويهتم بضرورةِ إعادة إحياء علاقاته الاجتماعيّة لأن ذلك مفيد لحالته النفسية . و بعد ان احتلت قضية زواج ذوي الإعاقة حيّزا مهما في حياة الأشخاص وحقهم في الحياة الكريمة سيتمكنون حينها من تكوين اسرة وإنجاب الأطفال وذلك على اعتبار ان لهم حقوق منصوص عليها ومطبقة فعلياً على ارض الواقع وبالطبع ذلك لا يتحقق الا من خلال وجود عمل يناسبه باعتباره فرداً يفكر وينتج.
وبطبيعة الحال يتمكن الفرد منهم من اتخاذ قرارات سلمية في علاقته مع هذا العالم والوصول لأقصى درجة ممكنة من درجات النمو والتكامل في الشخصية وتحقيق ذاته. ويساعد المصادقة على الاتفاقية مواجهة مطالب الحياة من خلال تنمية ما للفرد من طاقات وتهيئة الفرص المناسبة التي تساعده على النمو في الاتجاه الصحيح وعلى تغيير سلوكه مع الواقع وإدراكه وعلى تحمل المسؤولية والعمل على حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة والتحرر من الصراع النفسي وزيادة مستوى الأمن النفسي لديه ومساعدته على الاستقلالية في الحياة وتكون علاقات اجتماعية مع الآخرين.
أنّ السعادة حق من حقوق الإنسان؛ لذا فهي هدف يسعى نحو تحقيقه. وفي سعيه نحو تحقيق سعادته، يتعامل ويوجِد نوع الحياة التي يريدها. ولذلك يحتاج الإنسان دائماً إلى الإلهام الذي يوجهه نحو الطريق الأفضل والأمثل وهذا الالهام يتمثل في الاهل والمجتمع والدولة التي عليها المسؤولية الكبرى في ان يكون للفرد وبالاخص للاشخاص من ذوي الاعاقة ارضية صلبة يحتمون بها وتتمثل بطبيعة الحال بحقوقهم المنصوص عليها في القوانين الدولية.