الإعاقة البصرية هي حال من العجز أو الضعف في حاسّة البصر تحد من قدرة الفرد على استخدام بصره “العين” بفعالية وكفاية واقتدار، الأمر الذي يؤثّر سلباً في نموّه وأدائه، ما يؤدي إلى حاجة المصاب إلى مساعدة برامج وخدمات تربوية في مجال هذه الإعاقة لا يحتاجها الناس صحيحي البصر، ويكون ذلك تبعاً لنوع الإعاقة البصرية. من حيث أنها كفّ بصري تام ويكون الأشخاص في هذه الحالة مكفوفين وهؤلاء تتطلّب حالتهم البصرية إستخدام طريقة برايل؛ أو كفّ بصري جزئي وهم ضعاف البصر والذين يستطيعون الرؤية من خلال المُعينات البصرية المختلفة (1).
وتسلم الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بكفالة توفير التعليم للمكفوفين والصُم أو الصُم المكفوفين، وخاصة الأطفال منهم، بأنسب اللغات وطرق ووسائل الاتصال للأشخاص المعنيين، وفي بيئات تسمح بتحقيق أقصى قدر من النمو الأكاديمي والاجتماعي. (2).
ولإعمال هذا الحق دون تمييز وعلى أساس تكافؤ الفرص، تكفل الدول الأطراف نظاما تعليميا جامعا على جميع المستويات وتعلما مدى الحياة موجهين نحو ما يلي:
(أ) التنمية الكاملة للطاقات الإنسانية الكامنة والشعور بالكرامة وتقدير الذات، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والتنوع البشري؛
(ب) تنمية شخصية الأشخاص ذوي الإعاقة ومواهبهم وإبداعهم، فضلا عن قدراتهم العقلية والبدنية، للوصول بها إلى أقصى مدى؛
(ج) تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الفعالة في مجتمع حُر.
2. تحرص الدول الأطراف في إعمالها هذا الحق على كفالة ما يلي:
(أ) عدم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة من النظام التعليمي العام على أساس الإعاقة، وعدم استبعاد الأطفال ذوي الإعاقة من التعليم الابتدائي أو الثانوي المجاني والإلزامي على أساس الإعاقة؛
(ب) تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول على التعليم المجاني الابتدائي والثانوي، الجيد والجامع، على قدم المساواة مع الآخرين في المجتمعات التي يعيشون فيها؛
(ج) مراعاة الاحتياجات الفردية بصورة معقولة؛
(د) حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على الدعم اللازم في نطاق نظام التعليم العام لتيسير حصولهم على تعليم فعال؛
(هـ) توفير تدابير دعم فردية فعالة في بيئات تسمح بتحقيق أقصى قدر من النمو الأكاديمي والاجتماعي، وتتفق مع هدف الإدماج الكامل.
3. تمكن الدول الأشخاص ذوي الإعاقة من تعلم مهارات حياتية ومهارات في مجال التنمية الاجتماعية لتيسير مشاركتهم الكاملة في التعليم على قدم المساواة مع آخرين بوصفهم أعضاء في المجتمع. وتحقيقا لهذه الغاية، تتخذ الدول الأطراف تدابير مناسبة تشمل ما يلي:
(أ) تيسير تعلم طريقة برايل وأنواع الكتابة البديلة، وطرق ووسائل وأشكال الاتصال المعززة والبديلة، ومهارات التوجيه والتنقل، وتيسير الدعم والتوجيه عن طريق الأقران؛
(ب) تيسير تعلم لغة الإشارة وتشجيع الهوية اللغوية لفئة الصُم؛
تختلف درجة الإبصار من فردٍ لآخر، وترتبط أيضاً بسن الكفيف ووقت الإصابة بالعجز، حيث نجد أن بعض الأفراد يولدون فاقدي البصر، وبعضهم قد فقد بصره بعد فترة زمنية معينة ولهذا تم تصنيف المكفوفين إلى أربعة أقسام على أساس درجة الإبصار هي:
الكفّ الكلّي للبصر من الذين ولِدوا أو أصيبوا بعجزهم قبل سنّ الخامسة.
الكفّ الكلّي للبصر من الذين أصيبوا بعجزهم بعد سنّ الخامسة.
الكفّ الجزئي للبصر من الذين ولِدوا أو أصيبوا بهذا العجز قبل سن الخامسة.
الكفّ الجزئي للبصر من الذين أصيبوا بهذا العجز بعد سنّ الخامسة.
ويُلاحظ هنا أنه قد أتّخذ العنصر الزمني أساساً لهذا التقسيم، حيث اعتبر العام الخامس هو السنّ الذي يمكن التقسيم على أساسه، وذلك إنطلاقاً من أن الطفل الذي يفقد بصره قبل هذه السن لا يستطيع الإحتفاظ بالصوَر البصرية في ذهنه كما أكّدت بحوث “زولتان”.
أمَا تصنيفات الإعاقة البصرية فهي عديدة ومختلفة أهمها:
تصنيف الإعاقة البصرية من حيث الدرجة، وتتضمّن “مجموعة الإعاقة البصرية الكلية – مجموعة الإعاقة البصرية الجزئية”.
تصنيف الإعاقة البصرية من حيث السبب، وتتضمّن “مجموعة أسباب ما قبل الولادة وأثنائها وما بعد الولادة، والتي تتمثل فى العوامل البيئية والشخصية”.
تصنيف الإعاقة البصرية من حيث القدرة على الإبصار طبقاً لمقياس “سنلن”، وتتضمّن “مكفوفون كلياً تقلّ حدّة إبصارهم عن 20/200” – مكفوفون يستطيعون إدراك الحركة “تصل حدّة أبصارهم إلى 5/200” – مكفوفون يستطيعون القراءة “تصل حدّة إبصارهم إلى 10/200” – مكفوفون يستطيعون القراءة “تصل حدّة إبصارهم إلى أقل 20/200” – مكفوفون يستطيعون القراءة “تصل حدّة إبصارهم إلى 10/200″، إلا أن حدّة إبصارهم لا تؤهّلهم للحياة اليومية.
تصنيف الإعاقة البصرية من حيث النوع، وتتضمّن (طول النظر – قصر النظر – صعوبة تركيز النظر – الإستجماتيزم – إلتهابات القرنية – الحوَل – تحرّك العين – عمى الألوان – فوبيا الضوء).
أمَا بالنسبة الى أسباب الإعاقة البصرية، فقد أجمع أغلب الأطباء والباحثون في هذا المجال على أن أسبابها ترجع إلى:
أسباب تعود إلى ما قبل الولادة: وهي التي ترتبط بكل من العوامل الوراثية والبيئية، مثل “العوامل الجينية، الأمراض المُعدية، الحصبة الألمانية، العقاقير والأدوية، تعرّض الأمّ الحامل للأشعة السينية”، والتي تؤثر بدرجات متفاوتة على مدى نمو الجهاز العصبي المركزي للحواس، وتؤثر أيضاً على المراكز المخيّة الخاصة بحاسّة الإبصار.
أسباب ترجع إلى ما بعد الولادة: وهي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بكثير من العوامل البيئية والشخصية مثل (التقدّم في العمر، سوء التغذية، الحوادث، الأمراض، إصابات العين)، والتي قد تؤدّي “إذا أهمل علاجها” إلى العمى أو ضعف حدّة الإبصار لدى الإنسان، وذلك كإصابة العين بالمياه البيضاء Cataract أو المياه الزرقاء Glaucoma أو إلتهاب التراكوما trachoma أو إلتهاب القزحية أو إلتهاب القرنية.
نقص فيتامين (أ)، وضعف الشبكية الناتج عن إصابة الإنسان بمرض السكر، وحدوث تليّف خلف العدسة، وإصابة العين ببعض الأورام، وإضطرابات الجهاز العصبي، وإصابة الإنسان بطول النظر أو إنفصال الشبكية أو ظهور العصب البصري.
(1) تصنيفات الإعاقة البصرية وأسبابها، حسني الخطيب،16 كانون الأول 2018 13:57، الميادين نت.
(2) اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة