نصَت المادة الثانية من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على لغة برايل هي وسيلة اتصال للمكفوفين ويمكن أن تكون ذات أهمية في ســـياقات التعليم، وحرية التعبير والرأي، والحصــــول على المعلومات والإطلاع على الإتصالات المكتوبة، وفي ســــياق الإدماج الإجتماعي للمكفوفين على نحو ما تبيِنه المادتان ٢١ و ٢٤ من الإتفاقية. وقد عرَفت الجمعية العامة لغة برايل بموجب قرارها ١٦١/٧٣ الصادر في ١ تشرين الثاني ٢٠١٨ بأنها “عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسينها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم”. كما تستخدم هذه اللغة من المكفوفين وضعاف البصر لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي. ممَا يكفل لهؤلاء الإطلاع على المعلومات الهامة وهذا يعد مؤشراً على الكفاءة والإستقلال والمساواة. واعترافاً بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق الوصول الى اللغة المكتوبة شرط أساسي للإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوي الرؤية الجزئية، أقرَت الجمعية العامة للأمم المتحدَة بموجب القرار السابق ذكره يوم ٤ كانون الثاني يوماً عالمياً للغة برايل. على أن يحتفل به ســـــــنوياً ابتداء من عام ٢٠١٩. وذلك من أجل اذكاء الوعي بأهمية لغة برايل، باعتبارها وسيلة من وسائل الإتصال، في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر. ويحتفل لبنان بهذا اليوم في ظل غياب اي مبادرة لانفاذ التعهدات الدولية بالمصادفة على هذه الاتفاقية وبروتوكولها الإختياري.
ما هي لغة “برايل”؟
تقوم لغة “برايل” في الأساس على ٦ نقاط أساسية، ٣ على اليمين و٣ على اليسار. ومن هذه النقاط الست تتشكَل جميع الأحرف والإختصارات والرموز. ويظن البعض أن برايل لغة خاصة بالمكفوفين، مقارنة بلغة الإشارة الخاصة بالصم، لكن حقيقة الأمر أنها طريقة نقطية بارزة للكتابة يمكن تصنيفها على أنها نوع من أنواع الخطوط، إلا أنه خط ثابت الحجم إلى حد كبير. وتتكون الحروف في طريقة برايل من عدد من الخلايا يمكن لأي كفيف استخدامها بلغته، فالكفيف العربي يقرأ ويكتب برايل باللغة العربية، والكفيف الإسباني يقرأ ويكتب برايل بالإسبانية، ويستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال تلمسها بأطراف أنامله.
لماذا هذا التاريخ؟
تمَ اختيار يوم ٤ كانون الثاني من كل عام لأنه يوافق هذا التاريخ يوم ميلاد لويس برايل عام ١٨٠٩، مخترع الكتابة بطريقة برايل التي سميَت على اسمه. أصيب لويس الفرنسي بالعمى وهو في الثالثة من عمره بسبب حادث في مشغل لأبيه، وصدر أوَل منشور بهذه الطريقة عام ١٨٣٧. وتمَ اعتماد لغة برايل رسمياً عام ١٨٦٨.
ولم تعد لغة برايل مقتصرة على المطبوعات الورقية فقط، بل صارت لغة ملحقة بالتطور التقني، بحيث تتوفر لصاحب الإعاقة البصرية اللوح والقلم (المرقّم)، السطر الإلكتروني، المذكرات إلكترونية، الطابعات الملحقة بأجهزة الكومبيوتر، طابعات برايل اليدوية، وجهاز ماسح ضوئي يستطيع قراءة سبع لغات ويحورها إلى لغة برايل وهو ما يعتبر ثورة في عالم التكنولوجيا، والكثير غيره من الاختراعات التي تسهل حياة هذه الفئة من الناس. واختراع لغة برايل منذ ١٨٦ عاماً، أنار الطريق أمام المكفوفين وفتح لهم أبواب العلم والعمل. وحسب الباحثين والمتخصصين، فإن التعلم المبكر للغة برايل يوسع فرص النجاح الأكاديمي والمهني في حياة المكفوفين. حيث توفر لهم إمكانية القراءة، وتعلم تعقيدات اللغة من هجاء ونحو وعلامات ترقيم وحتى علوم العروض وغيرها. كما توفر لهم تعلم المواد العلمية المعقدة، كما تتيح له القيام بالكثير من الأعمال مثل المرافعات في المحاكم، وإلقاء المحاضرات، والكثير غيرها من الوظائف.
المراجع:
القرار ١٦١/٧٣ الصادر في ١ تشرين الثاني ٢٠١٨ عن الجمعية العامة للأمم المتحدَة
طريقة برايل في يومها العالمي، موقع الجزيرة الإلكتروني.
العالم يحتفل باليوم العالمي للغة برايل ..4 يناير، sahafah.net
في اليوم العالمي لـ”برايل”.. لغة أنارت عتمة الملايين، موقع العربي الجديد.