عقدت منظمة إعلام للسلام (ماب) للسنة الثالثة على التوالي مؤتمراً إقليمياً حول “الإعلام والسلام وحقوق الإنسان”، وذلك يوم الثلاثاء 30 تشرين الأول، في فندق راديسون بلو، بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت، وبالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور-برنامج سيادة القانون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يعتبر موضوع حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة من المواضيع التي لا يعمل بها من قبل كل الجمعيات والناشطين، كما أن الأشخاص ذوي الاعاقة ن لا يمثلون في الاعلام بشكل عادل وصحيح، وغالبا ما يتم تجسيد أفكار نمطية وغير علمية عن هذه الفئات المهمشة، لذلك إختارت منظمة إعلام للسلام موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة موضوعا أساسياً في المحور الثاني تحت العنوان العريض “الإعلام والسلام والمجموعات المجتمعية المهمشة”.

تقول فانيسا باسيل مؤسسة ورئيسة منظمة الإعلام للسلام MAP : ” كنا نجهز ونحضر لتناول موضوع الأشخاص ذوي الإعاقة منذ ثلاث سنوات، لكن لم تسمح الفرصة في طرح الموضوع بسبب إنشغال المؤسسة بمشاريع ومواضيع أخرى، في حين أن موضوع الاشخاص ذوي الإعاقة يجب أن يتداول في النقاشات والمؤتمرات كي نرى كيف يتعاطى الاعلام مع هذه الفئات، كيف يصورهم؟ هل يذكر قصص تفيدهم؟ كيف يتم تسليط الضوء عليهم أو تغطيتهم؟”
طرح موضوع الاشخاص ذوي الإعاقة في جلسة تحت عنوان الاعلام والسلام وحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، وسبب إختيار هذا الموضوع هو الحاجة الى تسليط الضوء على الفئات المهمشة بالاضافة الى دعم الشركاء، تضيف باسيل” قمنا بإجراء بحث منذ ثلاث سنوات وقد شمل هذا البحث مقاربة قانونية وصحية واجتماعية والشركاء كانوا داعمين لنا”
تعتبر باسيل أن هذا الموضوع غالبا ما يتم تهميشه وغالباً ما تذهب الجمعيات الى نواحٍ أخرى ” الناشطين والاغلبية من الجمعيات والمجتمع المدني يركزون على مواضيع مختلفة معتبرين أنها أهم، لكن هذا غير صحيح. برأيي هناك ضرورة إلى الإلتفات إلى هذه الفئات التي تهمش من النقاش. يجب أن نعطي أهمية لهؤلاء الأشخاص عبر السؤال عن أوضاعهم، وعبر السعي إلى تحسين وضعهم، والتساؤل عن كيفية إحراز تقدم في هذا الإطار. كما يجب أن يضغط الناشطين والمهتمين وجمعيات المجتمع المدني على السلطة التنفيذية لإقرار قوانين عادلة تنصف حقوق هذه الفئات”.
في المقابل حمل عرض منسق الوحدة الإعلامية في “الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيا” عماد الدين رائف، عنوان “قضايا الأشخاص المعوقين في الإعلام المتخصص والصحافة العامة – تجربة عملية”، تحدث فيه رائف عن تطور حركة الإعاقة في لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي مقارنة بالتطور العالمي للحقوق، مستعرضًا المحطات الأولى لتعامل “اتحاد المقعدين اللبنانيين” مع الجسم الإعلامي وصولًا إلى صدور القانون 220/2000 قبل 18 عامًا.
وذكر أن في الألفية الجديدة أصدر الاتحاد مطبوعته الدورية “واو” وسلسلة من المنشورات الحقوقية، مطوّرًا المصطلحات وفق النموذج الاجتماعي، ثم أنشأ الوحدة الإعلامية للتواصل مع وسائل الإعلام وتدريب الإعلاميين على كيفية تناول قضايا الإعاقة. واستعرض رائف النظريات التي تحكم عمل المؤسسات الإعلامية وكيفية تعاطيها مع القضايا، ثم انتقل إلى تجربة عملية في صحيفة “السفير” بين العامين 2010 و2015، لإدخال مصطلحات الدمج والتنوع في سياسة التحرير في قسم المحليات في الصحيفة.

أما أبرز التوصيات الخاصة بمحور “الإعلام والسلام والمجموعات المجتمعية المهمشة” هي إخراج الاشخاص ذوي الاعاقة من الأطر الإعلامية التقليدية التي يتركز أغلبها إما على إثارة الشفقة أو قصص نجاح، والتعامل معهم وفق مفهوم المواطنة. إستخدام الوسائل السمعية البصرية بشكل أكبر لنشر الوعي حول مواضيع حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لقدرتها على الوصول إلى كافة فئات المجتمع. إستشارة الخبراء والجمعيات المختصة عند التطرق لقضايا ذوي الإعاقة في الإعلام، لا سيما البرامج الترفيهية. إعتماد فهرس مصطلحات إعلامي مبني على إحترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأخيراً تقدير جهود مسؤولين رسميين، داعمين لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على مزيد من التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من أجل تحقيق تحسين قانوني يكفل حقوق هذه الفئات.