منذ عام، غيرّت الإعلامية اللبنانية داليا فريفر، مفهوم الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان، فحولّت بصرها المفقود إلى بصيرة مشرقة، تحدّت نفسها، كسرت الحواجز، غامرت وأثبتت أن الطموح لا يقف عند حدّ.
رفضت الاستسلام لواقعها، فخططت وأدخلت لبنان إلى موسوعة “غينيس” العالمية، بعدما استضافت ما يزيد عن 70 شخصية خلال 24 ساعة بثّ مباشر عبر هواء شاشة تلفزيون لبنان.
داليا فريفر، واحدة من مئات ذوي الاعاقة الذين يهمشون في وطنهم نتيجة “غض نظر” الدولة لمشكلتهم في العيش حياة كريمة. قررت، نفذت، ونجحت في “تأكيد المؤكد” أنّهم شركاء في بناء الوطن. يعملون ويطالبون ويدافعون ويمارسون تفاصيل حياتهم اليومية بصمت ومسؤولية لإنجاز أبسط مهماتهم.
النظرة الخاطئة تجاه المكفوفين لم تتغير
وبعدما نجحت في تقديم مستوى راق من الحوار خلال 24 ساعة كنموذج لم تشهده القنوات المحلية في برامجها الدورية، أسفت الإعلامية داليا فريفر عن “عدم تقبل المؤسسات الإعلامية لوجود كفيف ضمن فريق عملها”، مضيفةً أنّ “المؤسسات الإعلامية لا تعط فرصة لأصحاب ذوي الإعاقة بل على العكس تضع العراقيل أمامهم”.
أما عن مشوارها الإعلامي، فأشارت فريفر أنها “تنتظر الفرصة المناسبة في مؤسسة إعلامية من أجل تحقيق البرامج التي أعدتها، متناولةً فيها مختلف جوانب القضايا التي ستعالجها”، قائلةً إنّ “التحدي الكبير هو إثبات النفس في هذا المجال”.
وفي هذا السياق، وجهت رسالةً إلى جميع ذوي الإعاقة لحثهم على متابعة طريقهم وعدم الاستسلام مهما كانت العوائق والحواجز كبيرة أمامهم، لانّه بالرغم ” من صعوبة المغامرة، تبقى الإرادة مسلحة بالايمان لأنه السلاح الوحيد للوصول إلى الهدف وتحقيق الاحلام”، على حدّ تعبيرها.
اما حول مشاركة النساء في الميدان العملي، فأكدت فريفر أنه “بعدما أثبتت المرأة وجودها وحضورها كشريك أساسي في المجال المهني، يجب عليها الاستمرار قُدُماً لتحقيق المزيد من النجاحات”.
ألم يحن الوقت بعد؟
في سياق متصل، ربطت فريفر الوضع الراهن لذوي الإعاقة بقانون 220 /2000، الذي نصّت بنوده على عيش هؤلاء الأشخاص حياة كريمة، شارحا بين سطوره الحقوق الطبيعية لهم كأي فرد في المجتمع.
وشددت أنه بعد مضي 18 عاماً على هذا القانون، لا شيء تغير حتى أنه لم يطبق بشكل فعلي، فالحقوق الشرعية لأي شخص ذو إعاقة بالعمل والطبابة والتعلم وحصوله على الحدّ الأدنى للأجر لم ينفذ، مشيرةً أنّه “إذا التزمت المؤسسات والشركات بتطبيق مواد هذا القانون المتعلقة بالعمل لكان الجزء الأكبر من المشكلة بدأ يتحلحل”.
وفيما يتعلق باتفاقية ذوي الإعاقة التي ما زالت تنتظر المصادقة عليها في أدراج التشريع، أكدت فريفر أنّه “من الضروري ليس فقط المصادقة عليها بل العمل بها وتطبيقها”، موضحةً أنّ “هذا الامر لن يحصل دون توحيد الصفوف وإعلاء الصوت أكثر فأكثر من أجل تحصيل حقوقنا وتنفيذ القانون والمصادقة على الاتفاقية من أجل أن تأخذ هذه المطالبات صداها”.