يتم الإحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي/ات الإعاقة سنويًا في ٣ كانون الأول للتركيز على القضايا التي تؤثر على الأشخاص ذوي/ات الإعاقة في جميع أنحاء العالم. كما لتعزيز حقوق هؤلاء ورفاههم/ات في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية ولإذكاء الوعي بحالهم/ن في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
الإطار التاريخي
بدأ كل شيء في عام ١٩٧٦، عندما اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار بأن ١٩٩١ يجب أن تكون السنة الدولية للمعوقين. تم إنفاق ٥ سنوات بين اتخاذ هذا القرار والسنة الفعلية للمعوقين/ات بالتفكير في صعوبات المعوقين، وكيف يمكن معادلة الفرص المتاحة لهم/ن، وكيفية ضمان مشاركتهم/ن بشكل كامل في حياة المجتمع والتمتع بكل الحقوق والمزايا التي يتمتع بها المواطنون/ات غير المعوقين/ات. ومن بين القضايا الأخرى التي تم التطرق إليها، كيف يمكن للحكومات العالمية أن تمنع قدر الإمكان مواطنيها من الإصابة بالإعاقة، لذا فإن الكثير من الحديث يدور حول الفيروسات والأمراض الأخرى التي تؤدي إلى أنواع مختلفة من الإعاقة. وأعلن فيما بين عامي ١٩٩٣ و ١٩٩٢ في وقت لاحق عقد الأمم المتحدة للمعوقين/ات ، وخلال ذلك الوقت، أصبحت جميع المفاهيم التي تم إنشاؤها سابقا أجزاء من عملية واحدة طويلة التي تم تنفيذها من أجل تحسين حياة المعوقين/ات في جميع أنحاء العالم.1 كما لتمكين الحكومات والمنظمات من تنفيذ التدابير الرامية إلى تحسين حياة المعوقين/ات في جميع أنحاء العالم. في ١٤ تشرين الأول ١٩٩٢، مع اقتراب هذا العقد من نهايته، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم ٣ كانون الأول اليوم العالمي للمعوقين ١٩٩٢ بموجب قرار الجمعية العامة ٤٧/٣. وفد تمَ الإحتفال بهذا اليوم لأول مرَة في ٣ كانون الأول ١٩٩٢. في ١٨ كانون الأول ٢٠٠٧، غيَرت الجمعية العامة الإسم من “اليوم العالمي للمعوقين” إلى “اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة”. وتمَ استخدام الاسم الجديد لأول مرة في عام ٢٠٠٨.
كيفية الإحتفال
اليوم العالمي للأشخاص ذوي/ات الإعاقة هو احتفال عالمي وليس عطلة رسمية. يشارك الناس في العديد من البلدان حول العالم بطرق مختلفة للترويج والإحتفال بهذا اليوم: قد تشمل الأحداث معارض فنية للترويج للأعمال الفنية من قبل الأشخاص ذوي/ات الإعاقة، أو تأخذ الأحداث الأخرى شكل الاحتجاجات لإبراز الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوي/ات الإعاقة في لعب دور كامل في المجتمع.
ويُراد من هذا اليوم تعزيز حقوق الأشخاص ذوي/ات الإعاقة ورفاههم/ن في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية ولإذكاء الوعي بحال الأشخاص ذوي/ات الإعاقة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
إنَ اليوم العالمي للأشخاص ذوي/ات الإعاقة لا يهتم فقط بالإعاقة العقلية أو الجسدية، بل يشمل جميع الإعاقات المعروفة، من التوحد إلى متلازمة داون إلى التصلب المتعدد. في كل عام يتم الاحتفال بهذا اليوم هناك تركيز على جانب جديد يتعلق بتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة. في عام ٢٠١٦، على سبيل المثال، كان موضوع السنة هو: “تحقيق ١٧ هدفا للمستقبل الذي نريده”؛ وفي عام ٢٠١٧، كان الموضوع: “التحول نحو مجتمع مستدام ومرن للجميع”. أمَا بالنسبة للسنة الحالية ٢٠١٨، فموضوعها هو: “تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة”. ركز موضوع هذا العام على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق التنمية الشاملة والمنصفة والمستدامة، بوصف ذلك التمكين جزء لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠. وكان التعهد القائم في إطار جدول أعمال ٢٠٣٠ هو “ألا يُخلّف أحد عن الركب”. ويمكن للإشخاص ذوي/ات الإعاقة بوصفهم/ن مستفيدين/ات من التغيير وفاعلين/ات فيه أن يُسرّعوا/ن العملية الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة شاملة وتعزيز مجتمعات مرنة للجميع، وبخاصة في سياقات العمل الإنساني والتنمية الحضرية وخفض مخاطر الكوارث.
وينبغي للحكومات والأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، فضلا عن المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، أن تعمل جميعا بروح الفريق الواحد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.