بالرغم من العوائق الكثيرة التي تواجه تقدم الأشخاص ذوي/ات الإعاقة في لبنان والتأخر في تبني النهج الاجتماعي للإعاقة في كافة المجلات. وعلى الرغم من كثرة الحواجز في المواقف والبيئة المحيطة التي تحول دون مشاركتهم/هن مشاركة فعَالة في كل أنشطة المجتمع على قدم المساواة مع الأخرين. ومع أن لبنان غير مصادق حتَى الآن على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تعزز وتحمي وتكفل تمتع الأشخاص ذوي/ات الإعاقة تمتعا كاملا على قدم المساواة مع الآخرين بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزز احترام كرامتهم/ات المتأصلة. برزت مبادرة حسن نية لأوَل مرَة في لبنان لتجدد الأمل الأشخاص ذوي الأشخاص ذوي/ات الإعاقة بعض الشيْ، حيث: أضاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مساء السبت 27 تشرين الأول 2018 في “بيت الوسط” شعلة مهرجان “شعلة أمل” (Flame of hope) الذي تنظمه لجنة مهرجانات لبنان السياحية الدولية لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، في حضور النائب رولا الطبش، ومشاركة حشد من جمعية “هارلي ديفدسون”-فرع لبنان.
وبالمناسبة، تحدثت رئيسة اللجنة مي معلوف سعد فقالت: “شعلة الأمل تلك تنير الدرب في محطة مفصلية، إذ أننا ننظم، ولأول مرة في لبنان، مهرجان جامع لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع، وإبعاد الصورة النمطية والأحكام المسبقة التي تسكنهم وتنقلهم من هامش إلى هامش في خريطة الحياة”.
وأكدت أن احتياجات هذه الفئة ليست ترفا بل ضرورات حياتية، منوهة بأن في لبنان تشريع يعدّ من الأفضل في المنطقة العربية، وهو القانون 220/2000، الذي يكفل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وفيه الكثير من النصوص الضامنة لحقوقهم. وقالت: “نحن نتطلع إلى دولتكم، آملين استكمال تطبيق هذا القانون والتشريعات، سعيا وراء حماية اجتماعية شاملة، توفر الرفاه والسعادة لهؤلاء الأشخاص وأسرهم”.
كلمة الرئيس الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: “يكبر القلب بكم، وأنتم ككل اللبنانيين، يجب أن تنالوا حقوقكم بأكملها، فجميعكم مواطنون لبنانيون، وعلى الدولة أن تعطيكم هذه الحقوق. القانون موجود، لكن يجب أن نطبقه بالكامل. كما أن هناك بعض الفقرات التي تحتاج إلى تعديل، لا سيما ما يتعلق منها بمجلس الخدمة المدنية الذي يتحجج به البعض لعدم تطبيق مبدأ النسبة المئوية من توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة. هذا البند سيتم تعديله، وهذا عهد مني لكم، ونحن كدولة سنؤمن كل ما تحتاجونه. وكل الناس يتمنون لكم النجاح، وعليكم أنتم بالمقابل أن تقوموا بعملكم كأي مواطن لبناني، وكفى الدولة لا تقوم بواجبها. هذه الشعلة ستبقى مضاءة إلى أبد الآبدين لكي يبقى لبنان بلد الأمل في كل المنطقة”.